يحتوي جراب الشعر على شعرة واحدة على الغالب، ولكن قد يشغل أكثر من شعرة جراب واحد ويحدث ذلك عندما تتكون الشعرة الجديدة لتحل محل الأخرى القديمة، ولكن لظروف معينة تبقى الجديدة والقديمة متجاورتان ولكن هذا التلازم يكون مؤقتاً، إذ لا يلبث وأن يسود الجديد على القديم والبقاء للأصلح.
وفي بعض الحالات تكّون البصيلة أجيالاً من الشعر يظهر على سطح فروة الرأس معاً من نفس المخرج. أو أن هذه الشعرات يكون مصدرها بصيلات متجاورة، ولكنها تخرج من نفس الجراب ومن نفس المسام.
إن زيادة نمو شعر الجسم مشكلة رئيسية تعاني منها كثير من الإناث، وقد تسبب لهن أمراضاً نفسية ومشاكل اجتماعية، ويظهر ذلك عادة بين ذوات البشرة الداكنة.
ما هو المقصود بزيادة نمو شعر الجسم؟
يقصد بزيادة نمو شعر الجسم هو تحول الشعر الرقيق القصير الفاتح اللون وهو ما يسمى "بشعر الزغب" والذي يغطي عادة جسم الأطفال والإناث إلى شعر كثيف، سميك وداكن اللون نتيجة عوامل مختلفة.
أسباب زيادة نمو شعر الجسم
1- الجنس:
تختلف درجات نمو الشعر في الأجناس المختلفة. فنجد أن شعر الجسم يكون ظاهراً في الجنس القوقازي وبين ذوات البشرة الداكنة أحياناً، أكثر من ذوات البشرة الفاتحة. كما أن بعض الأجناس في الشرق الأدنى وجنوب أوروبا وأمريكا الجنوبية وجنوب روسيا يكون شعر جسم الإناث ظاهراً أكثر من الأجناس الأخرى. بينما في بعض الأجناس من آسيا والهند والقارة الإفريقية قد لا يظهر الشعر على جسم الإناث، وحتى إن الذكور قد يعانون من قلة نمو الشعر على الجسم والذقن والشارب. ويلاحظ أن ظهور شعر الجسم على الإناث يصحبه كثافة شعر الحاجبين والأطراف ويكون شعر الرأس اقل غزارة على المقدمة.
إن ظهور شعر الجسم في تلك الحالات السابقة لا يصحبه زيادة في نسبة الهرمونات وتكون العادة الشهرية منتظمة، والحوض والرحم والمبايض طبيعية، وهذا ما يُميزه عن غيره من الأسباب المؤدية إلى زيادة نمو شعر جسم الإناث.
2-عوامل وراثية:قد يظهر زيادة في نمو شعر الجسم قبل البلوغ نتيجة عوامل وراثية وبالتالي تظهر مرحلة البلوغ مبكرة، ويصاحبها زيادة في نمو شعر الجسم أو قد يصاب الجهاز التناسلي بتشوهات.
وهذه الحالات يمكن معالجتها بسهولة بمركبات الكورتيزون، إذا أعطيت في الوقت المناسب، وبجرعة مناسبة وبإشراف دقيق جداً من الطبيب المختص.
3- الهرمونات:إن للهرمونات تأثيراً مهماً جداً على زيادة نمو شعر الجسم:
(أ) الغدة الدرقية: نقص إفرازات هذه الغدة يسبب ظهور الشعر على الأطراف والظهر قبل سن البلوغ. وكذلك فإن أورام الغدة الدرقية تؤدي إلى نفس النتيجة.
(ج)الهرمونات المذكرة: قد تصرف الهرمونات المذكرة للإناث أحياناً لوقف إدرار الحليب أو في حالات أخرى.
وينتج عن ذلك زيادة نمو شعر الجسم. لأن الهرمونات المذكرة تنشط بصيلات شعر الجسم، وتؤدي بالتالي إلى ظهور الشعر عليها.
(د) حبوب منع الحمل: خاصة تلك الأنواع التي تحوي مركبات البروجسترون وعلى نسبة كبيرة من الاوستروجين. قد يكون لها أثر ظاهر على نشاط البصيلات وبالتالي إلى ظهور شعر الجسم.
(هـ) زيادة في إفرازات الغدد الفوق كلوية:
كما هو الحال في مرض "كُشنج" إذ بالإضافة إلى ظهور شعر الجسم، تزداد إفرازات الغدة الدهنية بالجلد، وتؤدي إلى ظهور حبوب الشباب كذلك كما يتبعه تساقط وقشرة بفروة الرأس.
4 - العقاقير الطبية:- مركبات الكورتيزون إذا أعطيت لمدة طويلة تنشط بصيلات شعر الجسم.
- أدوية مرض البهاق "الميثوكسي سورالين".
- البنسلين وعقار الفينايتون (يستعمل في علاج مرض الصرع) تؤدي هذه كذلك إلى زيادة نمو شعر الجسم.
- بعض الأدوية المستعملة في علاج ارتفاع ضغط الدم.
5 - اضطرابات في الكروموسومات:وذلك في المجموعات MO.XY إذ يكون في تلك الحالات مزيج من خلايا الخصية أو المبيض كما يحدث في "الخنثى" إذ تحمل تلك الحالات بعض الصفات المذكرة والمؤنثة معاً. وقد يسبب ذلك زيادة في نمو شعر الجسم.
6 - أورام المبايض:تفرز بعض أورام المبايض الهرمونات المذكرة التي تنشط البصيلات وتسبب زيادة في نمو شعر الجسم.
7- أورام الغدد فوق كلوية:تسبب أورام الغدد فوق كلوية زيادة في نمو شعر الجسم وذلك لزيادة إفرازات الهرمونات المذكرة.
زيادة نمو الشعر الموضعي
قد يظهر الشعر كثيفا وذو لون داكن على مناطق معينة من الجسم. والأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة هي:
(أ) الإصابات الخفيفة المتكررة:تؤدي إلى تأثير متباين على بصيلات الشعر، فقد ينشط ذلك المؤثر البصيلات كما هو الحال في "الحمالين" حيث يغطى أكتافهم شعر كثيف. وقد يظهر الشعر في أماكن التآم الجروح والندبات.
(ب)نقص إفرازات الغدة الدرقية:
يسبب ظهور الشعر بجانب الركبة.
(جـ) ظهور الشعر في أماكن الشامات أو (الخال).
(د) الأدوية الموضعية:
- مركبات الكورتيزون خاصة المركز منها وذلك لمدة طويلة كما يحدث عند علاج مرض الصدفية وحساسية الجلد المزمنة.
- مركبات السولارين الموضعية التي تستعمل لعلاج مرض البهاق. قد تؤدي هذه المركبات إلى ظهور الشعر الموضعي نتيجة تمشيط بصيلات الشعر.
تغير لون الشعر
يعتمد لون الشعر على مدى نشاط الخلايا الملونة بالجلد وهي خلايا (الميلانوسايتس) التي تفرز مادة الميلانين التي تلون الشعر. كما أن تركيز تلك المادة الملونة في نسيج الشعرة يتأثر بعوامل مختلفة أهمها تركيز أنزيم معين يسمى أنزيم (التايروزينيز).
ألوان الشعر المختلفة
(أ) الشعر الأسود:تتركز المادة الملونة بنسبة كبيرة بالشعر وذلك نتيجة اتحاد الميلانين الذي يعطي الشعر اللون الداكن، مع التايروزين.
(ب) الشعر البني:تكون الخلايا الملونة في هذا النوع من الشعر أصغر حجماً وأقل عدداً من النوع الأول.
(ج) الشعر الأشقر:تترسب المادة الملونة على الأنسجة الداخلية ولكن تخلو ألياف الشعر الأشقر من المادة الملونة لهذا يظهر اللون فاتحاً.
(د) الشعر الأحمر:هذا النوع من الشعر يحدث عادة بين ذوات البشرة الشقراء. وسبب ظهور هذا النوع من الشعر هو ترسب صبغة من أملاح الحديد على ألياف الشعرة، وتكون مادة الميلانين مترسبة بنسبة ضئيلة على الألياف الداخلية للشعرة.
(هـ) الشعر الأبيض (الشيب):هو نوع من الشعر تخلو خلاياها من المادة الملونة وسيرد شرح ذلك لاحقاً.
ملاحظة: يتغير شعر فروة الرأس نتيجة عوامل أخرى منها بعض أمراض اضطرابات في عملية بناء المواد البروتينية للجسم كما هو الحال في مرض (الكواشركور) في الأطفال.
إذ يسبب ذلك تغيراً في لون الشعر إلى اللون الأشقر المائل للاحمرار.
كما أن بعض العقاقير الطبية مثل الكلوروكين التي تستعمل في علاج مرض الملاريا تفقد تلك لون الشعر.
الشيب (الشعر الأبيض)
ظهور الشيب عملية فسيولوجية تحدث عادة عند التقدم في العمر. وذلك عندما لا تستطيع الخلايا الملونة التي تفرز مادة الميلانين (والتي تعطي الشعرة اللون) الاستمرار في نشاطها، إذ تفقد الشعرة لونها وتصبح بيضاء وهذا ما يسمى "بالشيب".
إن ظهور الشيب على شعر الرأس أو الوجه لا يعني مطلقاً التقدم بالسن فقد يظهر قبل البلوغ أو بعد ذلك نتيجة ظروف معينة. كما أن الاستعداد الشخصي والعوامل النفسية والوراثية لهما أثر مهم في ظهور الشيب المبكر. ويجب الإشارة بأن بعض حالات الشيب المبكر تكون مؤقتة، إذ قد تعاود الخلايا الملونة نشاطها مرة أخرى خاصة بعد زوال المؤثر وبالتالي يعود لون الشعر إلى وضعه العادي ويحدث هذا أحياناً في أمراض الحميات ومرض الثعلبة.
أما إذا كان المؤثر على الخلايا الأم (الكيراتينوسايتس) التي تنتج الخلايا الملونة، فإن فرصة إعادة تلوين الشعر مرة أخرى تكاد تكون معدومة إذ تستمر الشعرة فاقدة لونها. يبدأ ظهور الشيب بعد العقد الرابع عادة في الجنسين وقد يحدث مبكراً كما هو الحال في بعض الأجناس المختلفة مثل الزنوج والجنس القوقازي.
يظهر الشعر الأبيض تدريجياً على شعر الفروة، إذ يبدأ على المناطق الجانبية والسوالف ثم يمتد إلى مقدمة الشعر وبالتالي إلى المؤخرة ثم إلى شعر اللحية والشارب وفي بعض الأحيان يبدأ الشعر الأبيض على اللحية والشارب قبل ظهوره على شعر فروة الرأس.
أسباب الشيب
هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض منها:
1- التقدم بالسن: وهي عملية فسيولوجية كما ذكرت سابقاً إذ تجهد الخلايا الملونة وبالتالي تفقد نشاطها ولا تستطيع أن تزود الشعر باللون الطبيعي.
2- عامل وراثي: يحدث الشيب في سن مبكرة وغالباً ما يظهر على مقدمة الفروة وقد يصاحبه بقع فاتحة اللون بالجلد.
3- التوترات النفسية والعصبية: إن لهذه العوامل أثراً هاماً في ظهور بعض الشعرات البيضاء بين شعر فروة الرأس، ورغم أن هذا التأثير محدوداً على الشعر إلا أنه في حالات نادرة قد يظهر شعر الشيب فجأة، ليشمل معظم شعر الرأس كما هو الحال عند التعرض للصدمات العصبية الحادة أو الخوف الشديد وتفسير هذه الظاهرة لأن تلك المؤثرات تؤدي فعلاً إلى ظهور الشعر الأبيض نتيجة توقف نشاط الخلايا الملونة وتسبب كذلك تساقط الشعر الملون بنسبة كبيرة حيث يظهر بعدها الشعر الأبيض متفوقاً في العدد على الشعر الملون، وإذا استمر تأثير تلك العوامل فإنما يتبقى من الشعر الملون يتحول إلى شعر أبيض، وبهذا يبدو شعر الرأس أبيض اللون.
4- الهرمونات:لها أثر مهم كذلك على سرعة ظهور الشيب كما هو الحال عند نقص إفرازات الغدة النخامية التي تنشط إفرازاتها الخلايا الملونة فإذا نقص إفرازات تلك الغدة فإن الشعر فاقد اللون.
كما أن نقص في إفرازات الغدة الدرقية يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض كذلك.
5- مرض الثعلبة:وهو التساقط الموضعي للشعر. إذ تظهر مناطق من فروة الرأس خالية من الشعر نتيجة عوامل مختلفة وعندما تستعيد البصيلات نشاطها فقد يحدث أحياناً أن تبقى الخلايا الملونة خاملة ولا تعطي الشعر اللون الطبيعي. لهذا يظهر الشعر الذي نما في تلك المنطقة غير ملون.
6-مرض البهاق:يحدث مرض البهاق عندما تفقد الخلايا الملونة بالجلد مقدرتها على إفراز المادة الملونة وبهذا تظهر مناطق من الجلد بيضاء اللون وهو ما يسمى "بمرض البهاق". وإذ حدث نفس المؤثر على فروة الرأس فإن الشعر يفقد لونه الطبيعي كذلك ويصبح أبيض اللون.
7- المؤثرات الفيزيائية:التعرض للحرارة الشديدة أو التعرض المستمر لأشعة السينية قد يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض.
نمو الشعر تحت الجلد
ينمو الشعر في الأحوال العادية داخل جراب الشعرة ثم يخرج على سطح الجلد من المسامات التي تعلوها، ولكن في بعض الأحوال يستمر نمو الشعر تحت الجلد ويخرج بعد ذلك إلى السطح من مسام مجاور وقد تظهر الشعرة النامية متجعدة تحت سطح الجلد.
تحدث هذه الحالة عادة في شعر الذقن وشعر الرقبة خاصة بين ذوي الشعر المتجعد أو حالات الأكزيما الدهنية.
والسبب الحقيقي لهذه الظاهرة غير معروف تماماً ولكن قد يكون للجنس ونوع البشرة والتعرض للإصابات وطريقة الحلاقة من أسفل إلى أعلى أثر على ذلك.
قد يتبع نمو الشعر تحت الجلد التهابات في مناطق نمو الشعر عند اختراقها لسطح الجلد خاصة بين ذوي البشرة الدهنية. فقد تستمر تلك الالتهابات لفترة طويلة وتسبب كثيراً من الضيق خاصة وأن مدى الاستجابة للعلاج يكون محدوداً. لذا يلزم أحياناً نزع تلك الشعرات من تحت الجلد.
ظهور عقد بالشعر
يحدث ذلك غالبا بين ذوي الشعر الأكرت (المتجعد) نتيجة الاحتكاك المستمر للشعرة. إما بواسطة طرق التجميل المختلفة لاحتكاك الشعر بسطح المخدة، أو بسبب بعض الأمراض الجلدية التي تصيب المناطق المغطاة بالشعر.
وتؤدي تلك إلى ظهور عقد موزعة على ساق الشعرة إذ تفقد الشعرة لمعانها وحيويتها وقد تتقصف بعد ذلك.
تشابك الشعر
يحدث ذلك من قلة العناية بنظافة الشعر أو بعد استعمال المركبات الكيماوية خاصة أثناء فرد أو تجعيد الشعر، أو باستعمال المثبتات أو الأنواع الغير مناسبة من الشامبوهات.
يظهر الشعر في تلك الحالات متلبداً ومتشابكاً، يصعب تسريحه.
وفي بعض الحالات لا بد من قص الشعر حتى يمكن التخلص من الشعر المتشابك وإعطاء الفرصة لذلك لظهور الشعر على حالته الطبيعية.